جين جديد يكشف جزءا من أسرار الشيزوفرينيا أو إنفصام الشخصية
توصلت دراسة نشرتها " جاما بسيكياتري " "Jama Psychiatry" إلى أن المصابين بمرض " الشيزوفرينيا " لديهم اختلاف جيني محدد وهو جين يطلق عليه "NAPRT1" عمله فك شفرة أنزيمات فيتامين "ب3".وقد إستغرقت الدراسة 18 عاما، تم من خلالها إستخدام الحمض النووي "DNA" الخاص بالاف الأشخاص من الهند للبحث وإكتشاف مسببات هذا المرض والعلاجات المحتملة له، إذ فحص فريق من الباحثين المتطوعين بالتعاون مع فريق بحث من جامعة " كويزلاند " الأسترالية، الجينوم الخاص بأكثر من 3000 متطوع من الهند.
صرح " براين موري " مدير علم الوراثة بمركز أبحاث "كويزلاند" للصحة النفسية، و المشارك فهذه الدراسة أنه سبق إجراء هذه الدراسة على شعوب من أصل أوروبي، إد تمكنوا من التعرف على أكثر من 100 إختلاف جيني يرتبط بمرض الشيزوفرينيا.
يضيف " براين موري" قائلًا : في بداية الدراسة، قمنا بإزالة جين "NAPRT1" من سمك "دانيو المخطط"، الذي يُعد كائنًا نموذجيًّا لدراسة الفقاريات، ولاحظنا حدوث اختلال في تطور المخ لديه، إذ فشلت تلك الأسماك في الانقسام بشكل متماثل، وهو أمر ذو دلالة، إذ تُظهر الدراسات التي تعتمد على التصوير بالرنين المغناطيسي أن مرضى الشيزوفرينيا يعانون من عيوب في الجسم الثفني، الذي يمثل جسرًا بين نصفي المخ الأيمن والأيسر.
وينقسم المخ عن طريق شق عميق إلى نصفين، ويتم تبادل المعلومات بين نصفي المخ من خلال مسار كثيف من الأعصاب التي تُسمى "الجسم الثفني" ويقع في قاعدة الشق.
كما يؤكد "براين موري" أن كثيرًا من إختلافات الجينات التي تم رصدها لدى مرضى الشيزوفرينيا تنتج عن عوامل وراثية.
ويضيف " براين موري " أن الدراسات الحالية تستهدف إلقاء الضوء على الأسباب التي تجعل الانسان عرضة للإصابة بهذا المرض وتحديد العلاجات المتاحة في المستقبل، والخطوة القادمة تتعلق بدراسة وظيفة المتغيرات الوراثية المرتبطة بالشيزوفرينيا باستخدام نماذج حيوانية مثل سمك "دانيو المخطط" وتطوير نماذج محاكاة حاسوبية تعتمد على علم الأحياء الحاسوبي.
ويقول " براين موري" : رغم تحديد جين "NAPRT1" وهو أحد عوامل الخطر للإصابة بالشيزوفرنيا، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث التي قد تمتد لسنوات لدراسة وظيفة جميع الجينات التي تبين ارتباطها بالإصابة بمرض الشيزوفرنيا، إذ يوجد الكثير من الجينات التي يتفاعل بعضها مع بعض في مسارات مختلفة، وبمعرفة المزيد عن هذه المسارات، ستكون الفرصة متاحةً لوضع أهداف علاجية جديدة، وبالتالي وضع أساس سليم لتطوير عقاقير أفضل وأكثر أمانًا لمرضى الشيزوفرنيا.
وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن مرض الشيزوفرينا هو اضطراب نفسي شديد يؤثر على أكثر من 21 مليون شخص في أنحاء العالم، ويؤدي إلى حدوث حالات تشوُّش في التفكير والإدراك والعواطف واللغة والشعور بالذات والسلوكيات، ومن أعراضه الشائعة سماع الأصوات وتولّد الهواجس.
ومن المُرجّح أن يموت مرضى الشيزوفرينيا في وقت مبكر بمعدل أكثر من عامة السكان ما بين مرتين و2.5 من المرات، ويُعزى ذلك غالبًا إلى الإصابة باعتلالات جسدية، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والفعاليات الأيضية والأمراض المعدية وغيرها.
ليست هناك تعليقات